حذرت استشارية الأطفال حديثي الولادة الدكتورة عائشة الغامدي، الأمهات من شركات حليب الأطفال التي تبث رسائل مضللة وتؤثر على قرار الرضاعة الطبيعية، إذ كشف تقرير جديد صدر عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تعرض أكثر من نصف الآباء والأمهات والحوامل إلى حملات ترويجية من شركات الحليب الصناعي التي تسوق لمنتجاتها بشكل استغلالي ومضلل.
وقالت لـ«عكاظ»، إن الأطفال حديثي الولادة يحتاجون إلى حليب الأم، لكونه يعد أفضل غذاء متكامل للطفل، فهو غني بالفيتامينات والبروتينات والأحماض والدهون والمعادن والنشويات والماء، فلا يوجد أي حليب مصنع يحتوي على كل هذه المكونات التي توجد فقط في حليب الأم، كما أن حليب الأم يمد الطفل بجميع المواد الغذائية التي تساعد على نموه بطريقة صحية وأمنة، فالعناصر الغذائية الموجودة في حليب الأم تحمي أجهزة جسم الطفل وتحافظ على أدائها الطبيعي الحيوي، بجانب تقوية مناعة الطفل وجعل جسمه يحارب العديد من الأمراض والفيروسات والبكتيريا، كأمراض نزلات البرد، التهابات الأذن، التهابات الصدر وغيرها من الأمراض التي تهدد الطفل في هذا العمر.
وتابعت أن دراسة علمية أشرف عليها باحثون أمريكيون كشفت أن الرضاعة الطبيعية المباشرة تعزز صحة الأطفال وتزيد من تعلقهم بأمهاتهم، أما الحليب الصناعى يسبب السمنة، إذ وجد الباحثون أن الأطفال الذين يرضعون من الثدي يميلون إلى أن يكون وزنهم أكثر صحة من أولئك الذين تمت تغذيتهم بالملعقة أو الحليب الصناعي، كما أن حليب الثدي، في أي شكل، أفضل من المصطنع، وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالرضاعة الطبيعية الحصرية لنحو ستة أشهر على الأقل، إلى أن يبدأ الطفل في تناول الأطعمة الصلبة، فالرضاعة الطبيعية يمكن أن تستمر «لرغبة الأم والطفل».
وأكدت الدكتورة عائشة أن للرضاعة الطبيعية أيضا فوائد كثيرة في تعزيز صحة الأمهات، لكونها تقلل من النزف مباشرة بعد الولادة، الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبايض، الإصابة بهشاشة العظام، أمراض القلب والأوعية الدموية، البدانة، مع التأكيد على أن جميع النساء تقريباً قادرات جسدياً على الرضاعة الطبيعية، فيحب البدء في الرضاعة مبكراً بعد الولادة والاستمرار فيها، وكلما زاد مقدار الحليب الذي يرضعه الطفل زاد مقدار الحليب الذي يقوم الثدي بتكوينه، وقد يستغرق ذلك من 10 إلى 25 دقيقة، أو حتى يظهر الطفل مؤشرات الشبع مثل: البطء في مص الثدي، أو الانفصال عن الثدي وإرخاء اليدين والذراعين والساقين.